رسالة من الرسول صلى الله عليه و السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملات في الحديث إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق" (رواه مالك)

يا لعظم هذا الحديث

إن هذا الحديث العظيم لأكبر شهادة على سلمية رسالة الإسلام

لقد أجمل النبي محمد صلى الله عليه و سلم رسالة الإسلام وجعل جوهرها مكارم الأخلاق ونحن نعلم أن التخلق بأخلاق الإسلام من جهاد النفس و هو الجهاد الذي يقال فيه أنه أكبر من جهاد العدو.

وكأن النبي يقول أني بعث لمجاهدة النفس لا لمجاهدة الناس، فأي دعوة سلمية عرفها العالم أكبر من دعوة محمد صلى الله عليه و سلم. و في الحديث المتفق عليه أيضا: "لأن يهدي الله على يدك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم" وهذه الوصية قالها النبي محمد في وقت حرب (فتح خيبر) والعدو على أتم الاستعداد للقتال، فكيف ستكون وصيته في أوقات السلم المتبادل و الأمان المشاع بين أناس؟.

فالغاية من بعث النبي صلى الله عليه و سلم هو إشاعة الأخلاق و تثبيتها في النفس البشرية في معركة صعبة ومستديمة ضد النفس الأمارة بالسوء. وهذا لهو الرد القوي على من يريد أن يوسم محمد صلى الله عليه و سلم بصفة العنف و القرآن بالشدة والمسلمين بالإرهاب؛

فكيف بعنيف أن تكون دعوته قائمة على الأخلاق و هو بصريح القرآن و واقع الحال الرحمة المهداة للعالمين. وكيف يكون أتباعه من المسلمين إرهابيين وهم الذي ملئوا الأرض عدلا وخيرا و لا تزال الأمم في الشرق و الغرب مدينة لهم بهما. فعوض الوفاء بالدين الذي عليهم، كان منهم النكران و الافتراء و التنكيل.

فأي الفريقين أحق بصفة السلام؟

و أيهما أحق بصفة الإرهاب؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق"

يا لعظم هذا الحديث

إن هذا الحديث العظيم لأكبر شهادة على سماحة وتعايش رسالة الإسلام.

الأكيد أنه لا يتحقق السلام و لا تصدق دعواه إلا بالسماحة و التعايش. و هذا ما يكتنزه الحديث الشريف العظيم.

فالرسول الكريم صلى الله عليه و سلم لم يستأثر ببناء صرح أخلاقي جديد وهدم ما تعارفت عليه وأسسته الإنسانية من قبل بعثته، بل جاء الحليم بدعوة للتعايش حول كل القيم و الأخلاق الإنسانية الصافية سواء أكانت يهودية الأصل أو مسيحية أو حتى وثنية. ودلينا على ذلك هذا الحديث الذي قال فيه "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"

فالرسول محمد صلى الله عليه و سلم جاء لإتمام بناء قد استنزف جهد الأولين لإقامته ولم يبعث لهدمه، على العكس تماما مما يسطره التاريخ على جبين الصليبيين في كنعان و الأندلس مثلا ، و ليس تاريخ القهر والاستغلال الإمبريالي للشعوب والأراضي والخيرات ببعيد عنا، ولنا كذلك في أمريكا المثل السيئ في إبادة الإنسان و هدم الحضارة في الأمريكيتين. و ما فلسطين وأفغانستان و العراق، إلا شواهد حية على أن أبناء الغرب من منظري السلم و التعايش يقولون ما لا يفعلون.

و الغريب أن هؤلاء الذين لطخت أياديهم الأرض بالدماء البريئة و تحاملوا على وئد رسالة الإسلام (رسالة السلم و التعايش الحقيقية) هم من يتشدقون بقيادة الحضارة الإنسانية و يرفعون شعارات الحرية و التعايش في الوقت الذي يتهمون بهتانا المسلمين بالبربرية و الانغلاق و العنف؛ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .

و يزيد القرآن دعوة النبي صلى الله عليه و سلم إلى التعايش صدقا ويلبسها زينة بقوله"و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا"(الحجرات 13)

صدق الله وصدق رسول الله وكذب الأمريكان و الأوروبيين في ما قالوا عن الإسلام. ديننا دين الأخلاق و السلام و التعايش و لو كره الكافرون.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق"

يا لعظم هذا الحديث

إن هذا الحديث العظيم لأكبر شهادة على أدب رسالة الإسلام وتواضعها لما سبقها

فالرسول الكريم ينظر لنفسه أو لرسالته كلبنة إسلامية في صرح إنساني عظيم. ففي الحديث أدب منه صلى الله عليه وسلم و إحقاق للحق و تواضع لمكتسبات الحضارة الإنسانية على الرغم من علمه اليقين بمنزلقاتها و انحرافاتها في عصره خصوصا في مسائل العقيدة.

و اقرؤوا إن شئتم قول الرسول صلى الله عليه و سلم "إنما مثلي و مثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بنيانا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به و يعجبون به ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين"

وفي قول الناس وتساؤلهم -هلا وضعت هذه اللبنة؟- استعدادهم الفطري لنبوءة ورسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهم لم يتقبلوا ولم يستسيغوا خواء الصرح الإنساني من اللبنة الإسلامية على الرغم من إعجابهم به.

و لكن في نهاية هذا المقال نؤكد على أن رسالة السلام و التعايش والأخلاق لا تعني الانهزامية و الانحطاط و الذل و الخنوع. فما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة بعد استنزاف فرص السلام.

والعجيب أن القوة في الإسلام لا تنسلخ عن نظرية الأخلاق الإسلامية، فهاهو الرسول الكريم على مشارف المعركة يوصي جيش المسلمين بأن " لا تقتلوا امرأة، لا تقتلوا صغيرا، لا تقتلوا رضيعا، لا تهدموا بناء، لا تحرقوا شجرة، لا تقطعوا نخلا." أو كما قال صلى الله عليه و سلم.

فأين هي حضارة الغرب اليوم من أخلاق الإسلام في السلم المتبادل أو حتى في الحرب المفروضة؟؟

و أين حضارتهم أمام قيم التعايش و السلم و التواضع التي يدعوا إليها الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم.؟؟

إن شأن الناس عظيم مع رسالة الإسلام إن خلي بينهم و بينها و إن لن يحجبون عنها بحطام الدنيا و إن هم لم يصدقوا الاتهامات المجانية التي توسم بها و إن هم لم يشاركوا في مؤامرات النيل منها، و خصوصا إن هم عملوا شيئا لأجل إحيائها في بعدها العقائدي و التعبدي و الأخلاقي و الحضاري.

و حراس الفضيلة هو بريق أمل لإحياء العصر الذهبي للأمة في شقه الأخلاقي و الاجتماعي و النفسي؛

هو مشروع فريد سيعيد لنا بعون الله مجدا أضعناه على يد شباب و فتيات مخلصون و مثابرون يملئون الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما و جورا

[/size]

جزاك الله خير

جزاك الله خير

بارك الله فيكي

وجزاك كل خير

مشكوريــــــــــــــــــن

» حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشيطان لعنه الله.......
» لماذا يضع الرسول صلى الله عليه وسلم يده تحت خده؟
» لنصرة رسول الله و نشر هديه عليه الصلاة و السلام
» محاولات سرقة جثمان الرسول صلى الله عليه وسلم!!
» مائه خصله انفرد بها الرسول صلى الله عليه وسلم